اثبتت دراسة علمية جديدة أجراها العلماء في كلية لندن الجامعية أن الأشخاص الذين يقعون في الحب ليسوا عميانا بل ولا يفكرون، فقد تبين بعد إجراء عدد من المسوحات الدماغية باستخدام التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي لعدد من المحبين عند عرض صور أحبائهم أو أصدقائهم أن الأشخاص الواقعين في الحب أظهروا نشاطاً أقل في أجزاء الدماغ التي تتحكم في التفكير وتسيطر على المزاج, بينما تركز أكثر النشاط في المناطق الدماغية المسؤولة عن العواطف والأحاسيس والمشاعر عند مشاهدة صور الأحبة.
ووجد الباحثون أن الحب ينشط مناطق دماغية قليلة وصغيرة جداً, على عكس الاعتقاد السائد بأنه يوثر على أجزاء أكبر وذات مسؤوليات أكثر.
واستندت الدراسة التي عرضت في اجتماع الفيدرالية الأوروبية للعلوم العصبية على متابعة الحالات العاطفية والمسوحات الدماغية لـ 17 متطوعاً, 11 من الاناث و6 من الذكور, في العشرينات من العمر, ممن وصفوا أنفسهم بأنهم واقعين في حب حقيقي وجارف بعد عرض مجموعة من صور أحبائهم عليهم وصور أخرى لأصدقائهم المقربين.
وأظهرت النتائج أن الحب نشط أجزاء الدماغ المسؤولة عن الحدس والبديهة والشعور باضطرابات المعدة والاستجابات الدوائية, ولكنه ثبط نشاط المناطق المسؤولة عن التفكير والادراك.
وقال الخبراء أن هذه الدراسة تؤكد بصورة قطعية أن الحب هو أحد وظائف الدماغ وتعطي تفسيراً معقولا للسبب الذي يكمن وراء التصرفات الغبية والحمقاء للمحبين الذين لا يستطيعون الحكم جيداً على الأشياء بسبب ضعف نشاط المنطقة الدماغية المسؤولة عن ذلك.
وإذا كان الحب يعطل تفكير الانسان يرى الباحثون أن من المستحسن عدم الوقوع في الحب إذا كنت طالبا أو معلما أو محاضرا جامعيا أو عالما.